مقالات رئيس التحرير

القمة العربية في بغداد: فرصة تاريخية لتعزيز الدور العراقي

مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، تتجه الأنظار إلى العراق الذي يستضيف هذا الحدث المهم وسط تحديات إقليمية ودولية معقدة. هذه القمة ليست مجرد اجتماع دوري للقادة العرب، بل تمثل فرصة تاريخية للعراق لإعادة تأكيد دوره المحوري في المنطقة وتعزيز مكانته كجسر للتواصل بين الدول العربية.

ا أن استضافة العراق لهذه القمة تحمل فوائد جوهرية، أبرزها:

  • إعادة العراق إلى قلب المشهد العربي: بعد سنوات من العزلة والتوترات السياسية، تأتي هذه القمة لتؤكد أن العراق قادر على لعب دور فاعل في القضايا العربية.
  • تعزيز العلاقات الثنائية: القمة توفر فرصة للعراق لعقد لقاءات مباشرة مع القادة العرب، مما يسهم في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية.
  • جذب الاستثمارات: العراق بحاجة إلى مشاريع تنموية ضخمة، والقمة قد تكون منصة لطرح مبادرات اقتصادية تعزز النمو والاستقرار.
  • دعم الاستقرار الداخلي: حضور القادة العرب يمكن أن يسهم في دعم جهود العراق لتحقيق الاستقرار الداخلي، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية.

و وفقًا للمعلومات المتاحة، من المتوقع أن تشهد القمة حضورًا واسعًا من الزعماء العرب، ومن بينهم:

  • الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أكد دعمه الكامل للعراق في استضافة القمة.
  • قادة دول الخليج، مثل السعودية والإمارات وقطر، الذين تلقوا دعوات رسمية للمشاركة.
  • الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي يُتوقع أن يكون من بين الحاضرين.
  • الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظرًا لأهمية القضية الفلسطينية في أجندة القمة.

أما بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، فقد تلقى دعوة رسمية للحضور، لكن مشاركته لا تزال غير مؤكدة بسبب التطورات السياسية في سوريا. موقع “الود نيوز” يرى أن حضور الأسد سيكون مؤشرًا مهمًا على مدى قبول الدول العربية لإعادة دمج سوريا في المنظومة العربية بعد سنوات من العزلة.

ان حضور رؤساء الدول العربية يعكس مدى جدية القمة في معالجة القضايا الإقليمية. فوجودهم يضفي شرعية سياسية على القرارات التي ستصدر، كما أنه يعزز فرص التوصل إلى تفاهمات حول الملفات الساخنة مثل:

  • الأزمة الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة.
  • الأوضاع في السودان واليمن وليبيا، حيث تسعى الدول العربية إلى إيجاد حلول دبلوماسية للأزمات المستمرة.
  • العلاقات العربية-الإيرانية، والتي قد تكون محورًا للنقاشات في ظل التقارب السعودي-الإيراني الأخير.

كذلك نرى أن النزاع بين العراق والكويت حول خور عبد الله يُعد من الملفات الحساسة، خاصة بعد التوترات الأخيرة بشأن الحدود البحرية. حضور القادة الخليجيين قد يكون فرصة لحل النزاع دبلوماسيًا، حيث يمكن للعراق أن يستغل القمة لإجراء محادثات مباشرة مع الكويت والدول الخليجية الأخرى للوصول إلى تفاهمات حول هذا الملف.

نجاح القمة يعتمد على مدى قدرة العراق على إدارة الملفات المطروحة، ومدى تجاوب الدول العربية مع المبادرات العراقية. هناك تفاؤل حذر بشأن إمكانية تحقيق نتائج ملموسة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتعاون الاقتصادي العربي. ومع ذلك، فإن التحديات السياسية والأمنية قد تؤثر على مدى فعالية القرارات التي ستصدر عن القمة.

أن هذه القمة تمثل فرصة نادرة للعراق لإثبات قدرته على لعب دور قيادي في المنطقة، وتعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات المشتركة. نجاح القمة لن يكون مجرد نجاح دبلوماسي، بل سيكون إشارة واضحة إلى أن العراق قادر على استعادة مكانته الطبيعية كدولة محورية في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى