اقتحام مقر إقامة ريك مشار وتسليمه مذكرة اعتقال يثير أزمة سياسية في جنوب السودان.

في تطور سياسي خطير، أعلن الحزب المنتمي إليه ريك مشار، نائب الرئيس الأول في جنوب السودان، يوم الأربعاء، أنه يسعى لتحديد مكانه بعد اقتحام وزير الدفاع ورئيس الأمن الوطني لمقر إقامته وتسليمه مذكرة اعتقال. هذا الحدث أثار موجة من الجدل السياسي في البلاد، حيث يُعتبر مشار أحد أبرز الشخصيات السياسية في جنوب السودان.
ووفقًا لتقارير إعلامية، اقتحم وزير الدفاع ورئيس الأمن الوطني مقر إقامة مشار بالقوة، حيث تم تسليمه مذكرة اعتقال تتعلق بتهم غير واضحة حتى الآن. وأدان الحزب هذا التصرف، معتبرًا أنه انتهاك صارخ للدستور واتفاقية السلام المعاد تنشيطها، التي أنهت الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين عامي 2013 و2018.
وقد أفادت مصادر محلية أن الحراس الشخصيين لمشار تم تجريدهم من أسلحتهم خلال عملية الاقتحام، مما زاد من حدة التوترات بين الأطراف السياسية. وفي الوقت ذاته، شهدت العاصمة جوبا اشتباكات بين القوات الموالية لمشار والقوات الحكومية، مما يعكس تصاعد الأزمة السياسية والأمنية في البلاد.
يُذكر أن جنوب السودان، الذي نال استقلاله عن السودان في عام 2011، يعاني من اضطرابات سياسية وأمنية مستمرة. وقد أسفرت الحرب الأهلية التي اندلعت بين القوات الموالية لمشار والرئيس سلفا كير عن مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين، مما جعل البلاد تواجه تحديات إنسانية واقتصادية كبيرة.
وفي ظل هذه التطورات، تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الأزمة إلى اندلاع موجة جديدة من العنف في البلاد، مما يهدد استقرار جنوب السودان ويضع اتفاقية السلام على المحك. ويطالب المجتمع الدولي الأطراف المتنازعة بضبط النفس والعمل على حل الخلافات من خلال الحوار السياسي.