مسؤول أمريكي يقترح وقف المساعدات للاجئين الروهينجا ولبنان: جدل حول السياسة الإنسانية

ظهرت رسالة بريد إلكتروني صادرة عن بيتر ماروكو، القائم بأعمال نائب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تكشف عن اقتراح بوقف تدريجي للمساعدات المقدمة إلى لبنان وجماعة الروهينجا اللاجئة. الرسالة، التي كتبت في 16 فبراير، أظهرت توجهاً لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو تقليص برامج المساعدات التي لا تعتقد الولايات المتحدة أنها تصب مباشرة في مصالحها.
في الرسالة، عَبّر ماروكو عن رغبته في رؤية الروهينجا ولبنان يعبران عن امتنانهما للولايات المتحدة، مؤكداً أهمية الحصول على تقدير أو حسن نية من المستفيدين تجاه الشعب الأمريكي. واقترح إعداد مذكرة ترفع إلى وزير الخارجية ماركو روبيو تسلط الضوء على اعتماد لبنان والروهينجا على الدعم الأمريكي، مع تقديم توصيات بإنهاء هذه الاعتمادية.
وأشارت الرسالة إلى إمكانية اتخاذ خطوات تدريجية لإيقاف المساعدات، في الوقت الذي لفت فيه ماروكو إلى غياب أي التزام أمريكي تجاه استمرار هذا الدعم، موضحاً أن التغيير أمر لا مفر منه. تأكدت صحة الرسالة من مصدر مطلع، وأشار إلى أن ماروكو يعارض استمرار هذه المساعدات، بينما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الموضوع.
يعيش أكثر من مليون من الروهينجا في ظروف قاسية بمخيمات في بنجلادش، معتمدين بالكامل تقريباً على المساعدات الإنسانية. في المقابل، يعاني لبنان من أزمات متعددة تشمل تدفق اللاجئين السوريين والانهيار المالي، مما يجعل المساعدات الأمريكية ذات أهمية حيوية لاستقراره.
في ظل سياسة “أمريكا أولاً”، أطلقت إدارة ترامب حملة لتجميد جميع المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً بعد توليه المنصب في يناير 2017. ومع ذلك، تم استثناء المساعدات الغذائية والإنسانية الطارئة من هذا التجميد، حيث أصدر وزير الخارجية حينها إعفاءات تسمح بمواصلة تقديم المساعدات الضرورية.
الولايات المتحدة كانت دائماً من أكبر المساهمين في تمويل المساعدات للاجئي الروهينجا، حيث قدمت أكثر من 2.4 مليار دولار منذ عام 2017، بينما تعهدت بتقديم مساعدات إنسانية وعسكرية للبنان تصل إلى 5.5 مليار دولار منذ عام 2001. مع ذلك، يواجه البلدين اليوم تهديداً بتقليص هذا الدعم وسط جدل حول سياسات المساعدات الخارجية.