تصعيد شامل: غارات إسرائيلية على غزة تودي بحياة المئات وتفاقم التوتر الإقليمي

أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية يوم الثلاثاء أن الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 326 شخصًا، بينهم عدد كبير من الأطفال، مما يهدد بانهيار وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين. وأكدت وزارة الصحة أن الهجمات استهدفت مناطق مكتظة بالسكان، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وخسائر بشرية كبيرة.
وفي بيان له، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه أصدر تعليمات للجيش باتخاذ “إجراء قوي” ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ردًا على رفضها إطلاق سراح الرهائن ورفضها جميع مقترحات وقف إطلاق النار. وأضاف مكتب نتنياهو أن إسرائيل ستتحرك بقوة عسكرية متزايدة لمواجهة حماس، مشيرًا إلى أن الجيش أصدر أوامر بإخلاء عدد من الأحياء في غزة عقب الهجمات المكثفة.
من جهتها، أصدرت حركة حماس بيانًا اتهمت فيه إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، مما يجعل مصير 59 رهينة محتجزين في غزة مجهولًا. وأكدت الحركة أن التصعيد الإسرائيلي يعرض المدنيين لمزيد من المعاناة ويهدد الاستقرار الإقليمي.
وامتدت تداعيات التصعيد إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، حيث اشتعلت التوترات في لبنان واليمن والعراق. وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران ستتحمل المسؤولية عن أي هجمات على حركة الملاحة الدولية تنفذها جماعة الحوثي اليمنية. كما وسعت الإدارة الأمريكية عملياتها العسكرية في اليمن، في أكبر حملة عسكرية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الضربات ستستمر ما دام ذلك ضروريًا، مشيرًا إلى احتمالية استئناف العمليات البرية. وأفادت تقارير بأن الهجمات الإسرائيلية استهدفت قادة بارزين في حماس، من بينهم محمد الجماصي، عضو المكتب السياسي للحركة، وأفراد من عائلته.
وفي غزة، تعاني المستشفيات من اكتظاظ شديد، حيث شوهدت جثث ملفوفة بأغطية بلاستيكية ملطخة بالدماء. وأفادت السلطات بمقتل 16 فردًا من عائلة واحدة في رفح، بينما أجبرت الهجمات الإسرائيلية العديد من الأسر على النزوح شمالًا إلى خان يونس.
وفي واشنطن، أكد متحدث باسم البيت الأبيض أن إسرائيل تشاورت مع الإدارة الأمريكية قبل تنفيذ الضربات. وأضاف أن حماس اختارت الحرب برفضها إطلاق سراح الرهائن، مما أدى إلى هذا التصعيد العسكري.