كتب فنسنت فان جوخ (1853-1890) ذات مرة: “أكثر ما يثير شغفي… هو رسم البورتريه، البورتريه الحديث”. ازدهر هذا الشغف بين عامي 1888 و1889، عندما رسم الفنان، خلال إقامته في آرل، جنوب فرنسا، عددًا من بورتريهات عائلة مجاورة – ساعي البريد جوزيف رولان؛ وزوجته أوغسطين؛ وأطفالهما الثلاثة: أرماند، وكاميل، ومارسيل. تُشكّل علاقة فان جوخ الرقيقة بساعي البريد وعائلته، وتصويره المبتكر لهم، جوهر هذا المعرض، وهو أول معرض مُخصص لبورتريهات عائلة رولان وروابط الصداقة الوثيقة التي تربط الفنان بهذه العائلة. يمكن للزوار مشاهدة ما يقارب 20 عملاً لفان جوخ، بما في ذلك لوحتي “بوستمان جوزيف رولين” (1888) و”تهويدة: مدام أوغسطين رولين تهز المهد” (لا بيرسيوز) (1889) من متحف الفنون الجميلة، بالإضافة إلى أعمال مهمة مُعارة من متاحف مثل متحف فان جوخ في أمستردام، ومتحف الفن الحديث في نيويورك، ومعهد شيكاغو للفنون، ومتحف أورسيه في باريس. إضافةً إلى ذلك، تُقدم أعمال فنية بارزة من الفن الهولندي القديم ومطبوعات الخشب اليابانية – وكلاهما أثر بشكل كبير على أسلوب فان جوخ في رسم البورتريه – نظرةً ثاقبةً لعناصر العملية الإبداعية للفنان. تُجسد رسائل بوستمان رولين رابطة الصداقة العميقة ونقطة تحول رئيسية في حياة فان جوخ، حيث انتقل إلى مدينة جديدة وعانى من مشاكل صحية نفسية. كان يحلم بإنشاء مجتمع نابض بالحياة من الفنانين في آرل، مما أدى إلى زيارة زميله الرسام بول غوغان، الذي تُعرض أعماله في هذا المعرض.
على الرغم من تخيّل فان جوخ نفسه زوجًا وأبًا، إلا أنه لم يتزوج ولم يُرزق بأطفال. ومع تقبّله لهذا الواقع، وجد العزاء في علاقته بعائلة رولينز؛ إذ تُجسّد صورهم حميميةً تتردد أصداؤها عبر الزمان والمكان في العائلات بمختلف أنواعها – البيولوجية، والمختارة، والمُراقبة. يُتيح هذا المعرض للزوار نظرةً أعمق حتى الآن على الأسس العاطفية لبعضٍ من أشهر لوحات الفنان المحبوب.
شاهده بتذكرة
يحتاج الجميع، بمن فيهم الأعضاء، إلى تذكرة دخول مُحددة المدة لمشاهدة المعرض – احجز تذكرتك لضمان الدخول. لا تنسَ أن تذاكر المعرض تشمل الدخول العام للمتحف!
احصل على التذاكر
بالإضافة إلى إمكانية الدخول المُبكر، الأعضاء مدعوون لحضور معاينة خاصة للمعرض من 26 إلى 29 مارس، قبل افتتاحه للجمهور. انضم إلينا اليوم!
