عربية ودولية

مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض مقترحاً لوقف صفقة أسلحة ضخمة لإسرائيل وسط أزمة إنسانية في غزة

مجلس الشيوخ الأمريكي يحبط محاولة لمنع مبيعات أسلحة لإسرائيل

شهد مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس تصويتاً حاسماً ضد مقترح يقضي بمنع بيع أسلحة بقيمة 8.8 مليار دولار إلى إسرائيل، في ظل الأزمة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات الغذائية والطبية. ورغم الجدل الدائر حول التداعيات الإنسانية لهذه الصفقة، صوت المجلس بأغلبية ساحقة (82 مقابل 15 و83 مقابل 15) لرفض قرارين قدمهما السيناتور بيرني ساندرز الذي سعى لوقف مبيعات الأسلحة الهجومية، بما في ذلك القنابل الضخمة.

دعم مستمر لإسرائيل رغم الانتقادات

يعد هذا التصويت تأكيداً على استمرار دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل، وهو نهج سياسي ظل ثابتاً لعقود داخل الكونغرس الأمريكي. رغم ذلك، يأمل مؤيدو قرار وقف مبيعات الأسلحة أن يؤدي الجدل حول هذه القضية إلى ضغط سياسي على الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية لتعزيز حماية المدنيين الفلسطينيين، خصوصاً في ظل تقارير عن نقص حاد في الإمدادات الحيوية داخل غزة.

الأزمة الإنسانية في غزة تحت المجهر

في خطابه أمام المجلس، شدد السيناتور ساندرز على خطورة الوضع الإنساني في غزة، مؤكداً أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية والمجاعة بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، حيث قال:
“ما يحدث الآن لا يمكن تصوره. اليوم هو اليوم الحادي والثلاثون دون وصول أي مساعدات إنسانية إلى غزة. لا طعام، لا ماء، لا أدوية، لا وقود، لأكثر من شهر.”

وتقول إسرائيل إن هذا المنع يأتي ضمن استراتيجية للضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث يشمل تعليق الواردات الأساسية كالطعام، الدواء، والوقود.

تصاعد الأزمة وسط النزوح الجماعي

يتزامن تصويت مجلس الشيوخ مع أكبر عملية نزوح جماعي تشهدها غزة منذ بدء الحرب، حيث فر مئات الآلاف من سكان القطاع بحثاً عن مأوى وسط أنقاض المدن التي تعرضت للقصف. في الوقت ذاته، تتقدم القوات الإسرائيلية داخل مدينة رفح، وهي المنطقة التي أعلنتها إسرائيل مؤخراً “منطقة أمنية”، ما يثير مخاوف جديدة بشأن مستقبل السكان المحاصرين.

تداعيات القرار على الموقف الدولي

رغم أن فرص إقرار قوانين توقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل تبدو ضئيلة، فإن هذه الخطوة تسلط الضوء على تصاعد الجدل الدولي حول السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، خصوصاً فيما يتعلق بـ حقوق الإنسان وضرورة حماية المدنيين. وبينما يرى البعض أن تمرير الصفقة يعكس التزام واشنطن بتحالفها مع إسرائيل، يرى آخرون أن تجاهل تداعياتها الإنسانية قد يؤدي إلى مزيد من التوتر داخل الولايات المتحدة وخارجها.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى