أخبار العالم

الضربة الإسرائيلية لإيران في أعين المراقبين الدوليين: قراءات وتحليلات

تتابع مراكز الأبحاث السياسية العالمية آثار الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية داخل الأراضي الإيرانية فجر 13 يونيو 2025، إذ جاءت العملية كخطوة حاسمة دفعت المؤسسات البحثية والصحف الكبرى إلى إعادة تقييم موازين الردع في الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من أن رد طهران العسكري بدا غير منسجم وغير فعال حتى الآن، إلا أن أصوات المحللين السياسيين والمراقبين ارتفعت سريعاً لمناقشة الاستراتيجيات التي قد تتبعها إيران، والتي قد تتجاوز الرد العسكري التقليدي إلى خيارات مثل الصمت الاستراتيجي أو توجيه رسائل سياسية غير مباشرة ذات تأثير أكبر.

تصعيد جديد بعواقب غير واضحة

المحللة الإيرانية أنيسة بصيري طبرزي، من مؤسسة “كونترول ريسكس”، أشارت إلى أن هذه الضربة قد تكون بداية مرحلة من التصعيد غير المحدود، موضحة في تعليقها أن إسرائيل، رغم عدم سعيها لحرب شاملة، لم تعد ترى خيار الصمت الاستراتيجي قابلاً للاستمرار.

استثمار الغموض الأميركي

من جانبه، رأى الباحث سينا عضائي، في تحليل نشره معهد الشرق الأوسط بعنوان “هجوم تحت مظلة الغموض”، أن إسرائيل اختارت لحظة دقيقة للتحرك، مستغلة ما وصفه بـ”الغموض الاستراتيجي” في موقف واشنطن تجاه إيران، إذ تدرك تل أبيب أن الولايات المتحدة لن تسارع إلى تقديم دعم عسكري مباشر، مما سمح لها بتنفيذ الضربة وفقاً لأولوياتها الأمنية الخاصة.

إيران والصبر الاستراتيجي

أما معهد دراسات الحرب الأميركي، فقد أصدر تقريراً بعنوان “تحديث إيران: قراءة أولية للضربة الإسرائيلية”، جاء فيه أن طهران قد تلجأ إلى “الصبر الاستراتيجي”، وهو أسلوب سبق استخدامه في أزمات مشابهة، ويعني التريث في الرد عسكرياً لتفادي منح الخصم أي مكاسب فورية.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل نفذت ضربتها بعد تعطيل مواقع إطلاق محتملة، مما يجعل الرد الإيراني أكثر تعقيداً ويضعه أمام حسابات دقيقة.

رسائل سياسية أكثر من صواريخ

الباحثة سانام فاكيل، في تحليل نشره موقع “شاتام هاوس”، اعتبرت أن العملية الإسرائيلية لم تكن مجرد هجوم عسكري، بل “رسالة سياسية محسوبة”، تهدف إلى اختبار متانة القيادة الإيرانية أكثر من كونها تحدياً لقدرتها العسكرية، مؤكدة أن “دقة الرسائل لا تقل أهمية عن دقة الضربة ذاتها”.

ضربة كشفت ضعف الردع الإيراني

في تقرير نشره المجلس الأطلسي، اعتبر الباحث رونالد شابيرو أن الضربة الجوية لم تكن مجرد تصعيد عسكري، بل “كشف استراتيجي” لهشاشة الردع الإيراني، مشيراً إلى أن طهران بدت ضعيفة بصورة غير مسبوقة، مما عزز صورة إسرائيل كلاعب استراتيجي قادر على التصرف بشكل مستقل دون الحاجة لضوء أخضر من الحلفاء.

ويؤكد شابيرو أن هذه الضربة قد تكون مجرد بداية لسلسلة عمليات جديدة، تهدف إلى إعادة تشكيل المعادلات الأمنية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى