الصفحة الرئيسية مقالات الراي ترامب: حوادث المنصّة في الأمم اللامتحدة!

ترامب: حوادث المنصّة في الأمم اللامتحدة!

كتبه edit
0 تعليقات

على امتداد قرابة أسبوع، يلقي نحو 150 من الزعماء أو رؤساء حكومات العالم، خطابات الاجتماع السنوي للأمم المتحدة، وقد سجّل الزمن على هذه المنصة الرخامية مواقف كبرى ولحظات غريبة تعبّر عن الأزمات الهائلة التي صدّعت العالم منذ تأسيس المنظمة الأممية عام 1945.
يتذكر العرب والمسلمون، مثلا، الخطاب التاريخي الذي ألقاه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عام 1974، والذي دعا فيه إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأطلق فيه تهديده الشهير: «لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي» والتي تصادت مع صيحة تشي غيفارا، الزعيم الثوري لأمريكا اللاتينية، «الأرض أو الموت».
سجّل التاريخ أيضا مواقف غريبة وتصريحات عنيفة، كما فعل زعيم الاتحاد السوفييتي الأسبق نيكيتا خروشوف عام 1960، عندما نزع حذاءه وضرب به منبر الجمعية العامة، مهددا رئيس وفد الفلبين بالدفن، كما حصل عندما ظهر الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2009، حيث اتهم الولايات المتحدة بتطوير فيروس انفلونزا الخنازير، وهاجم مجلس الأمن، ومزّق ميثاق الأمم المتحدة، وهي خطوة قام مندوب إسرائيل، جلعاد إردان، بتكرارها العام الماضي، بعد أن قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتصويت على مشروع قرار يدعو لتوسيع امتيازات فلسطين كـ»دولة مراقب».
في مقالة نشرتها مجلة «بلومبيرغ» مؤخرا، يستعيد الكاتب اندرياس كلوث لحظة تأسيس المنظمة الأممية عام 1945، عبر كلمة للرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان قال فيها إن المنظمة وجدت لتكون «آلية معقولة» لحل النزاعات بعيدا عن «القنابل والبنادق» و«لتنقذ البشرية من الجحيم لا لتأخذها إلى الجنة».
إلى تناقضه الواضح مع الأهداف التي تأسست الأمم المتحدة لأجلها، وكذلك مع رؤية ترومان لها، فقد جمع خطاب ترامب، أول أمس الثلاثاء، «المجد من أطرافه» فاستعاد الحاضرون ذكريات المواقف العجيبة لزعماء سابقين، والتصريحات العنيفة (ضد الأمم المتحدة ذاتها) والمزاعم المتهافتة.
من هذه المزاعم قول ترامب إن جهود مكافحة التغير المناخي «أكبر عملية احتيال مدبرة على الإطلاق في العالم» (وذلك بعد وقت قصير من زعمه أن دواء لخفض الوجع يتسبب بولادة أطفال مصابين بالتوحّد) وأن بريطانيا تتجه لتبني الشريعة الإسلامية، وكذلك هجومه على الأمم المتحدة «لتقاعسها» كما قال، عن دعم جهوده للسلام، واقتصارها على البيانات الجوفاء، وصولا إلى السخرية من توقّف سلّم متحرّك به في البناء (وهو ما دفع الناطقة الإعلامية في البيت الأبيض للمطالبة بالتحقيق قبل اكتشاف أن مصوّره تسبّب بالأمر!).
في التعليق على ادعاء ترامب أنه يريد إنهاء الحرب في غزة فورا، انتبه محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري الأسبق، إلى «الحيلة» في هذا الادعاء، فقد كان واضحا أن تعريفه لإنهاء الحرب، هو تعريف حكومة الإرهاب الإسرائيلي نفسه، وهو «الإفراج عن الرهائن» الإسرائيليين. لا يتعلّق الأمر في ذهن ترامب، بالتأكيد، لا بوقف الإبادة التي حصدت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ولا التهجير القسريّ الذي يتعرّضون له، والتجويع الذي يكابدونه.
لم يذكر ترامب فلسطين إلا في إطار هجومه على الدول الغربية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، معتبرا ذلك «مكافأة على فظائع حماس» والحال أنه لا فلسطين، ولا الفلسطينيون، هم في مجال رؤية ترامب للعالم.
رد ترامب، بشكل مباشر، على سلفه ترومان، الذي اعتبر الأمم المتحدة آلية لإنقاذ البشرية من الجحيم، فقدّم خطابا جنونيا يلخّصه قوله: «أنا بارع في هذه الأمور: بلدانكم ستذهب إلى الجحيم»!

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا

Subscribe my Newsletter for new blog posts, tips & new photos. Let's stay updated!

الود نيوز : جريدة الكترونية يومية .. 
سياسية اجتماعية ثقافية جامعة
- تصدر من بغداد

صاحب الامتياز : حاتم عوده – رئيس التحرير : شمخي جبر

جميع الحقوق محفوظة - الاراء ليس بالضرورة تعبر عنا 
Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00

Adblock Detected

Please support us by disabling your AdBlocker extension from your browsers for our website.