عربية ودولية

“زلزال كارثي يضرب ميانمار: توابع مدمّرة وخسائر ضخمة وسط جهود دولية للإغاثة”

ماذا نعرف عن زلزال ميانمار المدمّر وتوابعه حتى الآن؟

ضرب زلزال قوته 5.1 درجة على مقياس ريختر يوم الأحد منطقة تقع شرقي مدينة ماندالاي، ثاني أكبر مدن ميانمار، مما زاد من توتر الأوضاع عقب سلسلة من الزلازل التي هزت البلاد منذ يوم الجمعة. كما سُجلت هزة أرضية أخرى بقوة 4.2 درجة بالقرب من شويبو شمال غربي ماندالاي في ساعات الصباح الباكر.

وجاء هذا الزلزال بعد يومين فقط من وقوع زلزال مدمر بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، وهو أحد أقوى الزلازل التي شهدتها ميانمار خلال القرن الأخير. ووفقًا لتقارير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن الزلزال وقع على عمق سطحي ضئيل تحت الأرض، مما زاد من قدرة الكارثة على إحداث دمار واسع النطاق.

حصيلة الخسائر البشرية والمادية
ارتفع عدد القتلى نتيجة الزلازل إلى ما لا يقل عن 1,700 شخص، بينما أصيب حوالي 3,400 آخرين، ولا يزال 300 شخص في عداد المفقودين. وقدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن حصيلة الوفيات قد تصل إلى 10,000 شخص، بينما تتجاوز الخسائر الاقتصادية حجم الناتج السنوي للبلاد.

ردود الفعل الدولية وجهود الإغاثة
في ظل الأزمة المستمرة، تقدمت ميانمار بطلب للحصول على مساعدات طارئة من المجتمع الدولي. استجابت دول الجوار بسرعة من خلال إرسال سفن حربية وطائرات محملة بالمساعدات وطواقم الإنقاذ لدعم جهود الإغاثة.

بدورها، أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حملة لجمع تبرعات بقيمة 113.3 مليون دولار بهدف تقديم الإغاثة لـ 100 ألف شخص على مدار عامين. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إرسال ثلاثة أطنان من الإمدادات الطبية إلى المستشفيات في ماندالاي ونايبيداو لتخفيف الضغط على المنشآت الصحية.

تحديات البنية التحتية
دمرت الزلازل بنية تحتية حيوية في البلاد، بما في ذلك مطار رئيسي، طرق وجسور، مما أدى إلى بطء في عمليات الإنقاذ والإغاثة. وفي ماندالاي، تأثرت بشكل كبير المستشفيات والمرافق العامة، حيث تعمل محارق الجثث بأقصى طاقتها لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الضحايا، وفقًا لتقارير محلية.

التأثير الإنساني والسياسي
ضربت الكارثة الطبيعية ميانمار التي تعاني مسبقاً من الفوضى السياسية والحرب الأهلية التي اندلعت عقب انقلاب عسكري عام 2021، والذي أدى إلى أزمة اقتصادية وتشريد أكثر من 3.5 مليون شخص. الأزمة تفاقمت بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة والخدمات الحكومية المحدودة، بما في ذلك الرعاية الصحية.

مخاوف علمية
يشير العلماء إلى أن الزلازل السطحية، مثل الزلزال الأخير الذي ضرب ميانمار، تتسبب في دمار أكبر مقارنة بالزلازل التي تقع على أعماق بعيدة. ومع وقوع الزلزال بالقرب من مدينة ماندالاي التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة، يخشى الخبراء من ارتفاع أعداد الضحايا في الأيام المقبلة.

نظرة تاريخية
ميانمار ليست غريبة على الزلازل، ولكن الكوارث الأخيرة تعد غير مسبوقة. زلازل سابقة، مثل زلزال 1990 وزلزال 1988، تسببت في أضرار أقل من الكارثة الحالية. ومع ذلك، فإن الأوضاع الحالية تشير إلى أزمة إنسانية لم تشهدها البلاد منذ عقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى