“بوعلام صنصال: الحكم القضائي والجدل الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا”

حكمت محكمة جزائرية بالسجن خمس سنوات على الكاتب بوعلام صنصال، البالغ من العمر 80 عامًا، بعد اتهامه بـ”المساس بوحدة أراضي البلاد”. وأثار هذا القرار جدلًا واسعًا على الصعيدين الثقافي والدبلوماسي.
تم توقيف صنصال العام الماضي عقب تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع وسيلة إعلام فرنسية يمينية، حيث أشار إلى أن فرنسا خلال فترة الاستعمار منحت الجزائر مساحة كبيرة من الأراضي، على حساب المغرب. هذه التصريحات أثارت غضب السلطات الجزائرية، وأدت إلى احتجازه وسط تدهور حالته الصحية.
قضية صنصال حشدت دعمًا عالميًا، حيث عبّر مثقفون بارزون مثل وولي سوينكا وسلمان رشدي عن تضامنهم معه، كما طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالإفراج عنه لأسباب إنسانية، مشيرًا إلى تأثير هذه القضية على العلاقات الجزائرية الفرنسية المتوترة. ماكرون شدد على أن الاعتقال التعسفي والحالة الصحية الحرجة للكاتب يشكلان عائقًا أمام استعادة الثقة الكاملة بين البلدين.
من ناحية أخرى، تواجه العلاقات الجزائرية الفرنسية تحديات كبيرة بعد دعم فرنسا مطالبة المغرب بالصحراء الغربية، مما دفع الجزائر إلى اتخاذ خطوات تصعيدية مثل سحب سفيرها من باريس وقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
بوعلام صنصال يُعتبر شخصية مثيرة للجدل، إذ اشتهر بانتقاداته للحكومة الجزائرية والإسلامويين، مع اتهامه بالتقرب من اليمين المتطرف الفرنسي. روايته الشهيرة “2084” التي تسلط الضوء على التطرف الديني، حازت على الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية للفرنكوفونية، وتعد من أبرز أعماله.