عربية ودولية

إثر الضربات الإسرائيلية… الإيرانيون بين الغضب والخوف

تسببت الهجمات الجوية الإسرائيلية على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران في حالة من التوتر والغضب بين الإيرانيين، حيث تباينت ردود الأفعال بين الدعوات إلى الرد العسكري والخشية من تصعيد يفاقم الأوضاع الداخلية.

ففي أعقاب القصف الذي استهدف طهران ومدناً أخرى، سادت حالة من الذعر بين السكان، إذ بدأ بعضهم في التفكير بمغادرة البلاد إلى تركيا، خصوصاً بعد تصريحات إسرائيلية تشير إلى استمرار العمليات لعدة أيام.

مخاوف أمنية وسط اضطراب متزايد

مرضية، وهي من سكان مدينة نطنز التي تعرضت للقصف، عبرت عن صدمتها قائلة: “استيقظت على صوت انفجار مدوٍّ. هرع الناس إلى الشوارع مذعورين، لم يكن أحد يعلم ما يحدث”، مضيفة أنها تشعر بقلق بالغ حيال سلامة أطفالها، لا سيما مع تصاعد التوترات.

رحلات إلى تركيا لتجنب المخاطر

أعلنت إسرائيل أنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين ضمن عملية تهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي، فيما تؤكد طهران أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية بحتة.

وفي ظل مخاوف من تصعيد محتمل، هرع بعض الإيرانيين إلى البنوك ومكاتب الصرافة لسحب الأموال وشراء العملات الأجنبية. وأوضح مسعود موسوي، الموظف المصرفي المتقاعد، أنه انتظر حتى فتح مكاتب الصرافة صباح الجمعة ليتمكن من شراء الليرة التركية، مؤكداً نيته السفر براً إلى تركيا مع أسرته بعد إغلاق المجال الجوي الإيراني.

إرث طويل من الأزمات الداخلية

منذ الثورة الإسلامية عام 1979، واجه الإيرانيون سلسلة من الأزمات، بدءاً من الحرب مع العراق في الثمانينيات، وصولاً إلى العقوبات الغربية القاسية والاحتجاجات الشعبية ضد الحكم الديني. ومع أن بعض المعارضين يأملون أن تؤدي الضربة الإسرائيلية إلى إضعاف القيادة الإيرانية، فإن آخرين يرون أن الرد العسكري أصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها.

الاضطرابات المالية وتأثير الهجمات

أكد عاملون في مكاتب الصرافة أن هناك إقبالاً كبيراً على شراء العملات الأجنبية، لكنهم أشاروا إلى أن الذعر لم يصل إلى مستويات قصوى. ومع ذلك، لا يزال كثير من المواطنين يؤمنون بحق إيران في امتلاك برنامج نووي مدني، وإن كان الثمن الذي تدفعه البلاد الآن باهظاً.

تزايد الانتشار الأمني

شهدت عدة مدن، ومنها طهران، انتشاراً مكثفاً لعناصر الأمن وعناصر يرتدون ملابس مدنية، تحسباً لاحتمال اندلاع احتجاجات شعبية على خلفية التصعيد العسكري. وتعاني البلاد بالفعل من تحديات أخرى، مثل أزمة الطاقة والمياه، وانهيار قيمة العملة، إضافة إلى تزايد الغضب الشعبي بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.

إصرار على المواجهة

في المقابل، أكد بعض الإيرانيين استعدادهم للدفاع عن بلادهم مهما كان الثمن. علي، وهو أحد أعضاء قوات الباسيج، قال إنه مستعد للتضحية بحياته من أجل الجمهورية الإسلامية، مضيفاً: “أنا مستعد للقتال من أجل حقنا في البرنامج النووي. لن تسمح إيران لإسرائيل وأميركا بحرمانها من هذا الحق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى