بوتين يعزز تفوق روسيا في ساحة المعركة قبل المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

بقلم: غاي فولكونبريدج وأندرو أوسبورن

موسكو، 13 مارس (رويترز) – أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرتديًا الزي العسكري، تعليماته بسرعة هزيمة القوات الأوكرانية في غرب روسيا. هذه الخطوة تشير بوضوح للولايات المتحدة بأن موسكو تتحكم في زمام المبادرة العسكرية بينما يستعد الطرفان لمناقشة وقف إطلاق النار يوم الخميس.

التقدمات التي حققتها روسيا على الجبهة في الأشهر الأخيرة، ومحاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوصول إلى اتفاق سلام لإنهاء الصراع الذي استمر ثلاث سنوات في أوكرانيا، أثارت مخاوف من أن كييف، المدعومة من الغرب، قد تخسر الحرب.

وصل المبعوث الخاص للشرق الأوسط للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، إلى موسكو يوم الخميس للقاء بوتين. وقال مسؤولون روس إن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز قدم تفاصيل حول فكرة وقف إطلاق النار يوم الأربعاء، وأن روسيا مستعدة لمناقشتها.

قال ترامب في البيت الأبيض يوم الأربعاء إنه يأمل أن توافق الكرملين على اقتراح الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، والذي قالت أوكرانيا إنها ستدعمه.

بعد ساعات قليلة من حديث ترامب، نشر الكرملين لقطات لبوتين مرتديًا زيًا عسكريًا أخضر أثناء زيارته لمنطقة كورسك في غرب روسيا، حيث من المتوقع أن تفقد أوكرانيا موطئ قدمها بعد هجوم خاطف من القوات الروسية.

«مهمتنا في المستقبل القريب، في أقصر فترة زمنية ممكنة، هي هزيمة العدو المترسخ في منطقة كورسك بشكل حاسم»، قال بوتين، الضابط السابق في الـ KGB الذي نادرًا ما يرتدي الزي العسكري.

وأضاف بوتين: «وبالطبع، نحتاج إلى التفكير في إنشاء منطقة أمنية على طول الحدود الدولية». ولم يذكر بوتين فكرة وقف إطلاق النار.

أسفرت الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل عام 2022 عن مقتل وإصابة مئات الآلاف، وتشريد ملايين الأشخاص، وتحويل البلدات إلى أنقاض، وأدى إلى أكبر مواجهة بين موسكو والغرب في ستة عقود.

في محاولة لتشتيت انتباه القوات الروسية عن شرق أوكرانيا، والحصول على ورقة مفاوضات، وإحراج بوتين، هاجمت أوكرانيا منطقة كورسك في أغسطس، في أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الغزو النازي في عام 1941.

ذكر الجيش الروسي أن أوكرانيا تمتلك الآن شريطًا صغيرًا يقل عن 200 كيلومتر مربع (77 ميلًا مربعًا) في كورسك، بعدما كانت تسيطر على 1,300 كيلومتر مربع (500 ميل مربع) في ذروة التوغل في الصيف الماضي.

وقف إطلاق النار؟

من المقرر أن يعقد الرئيس بوتين محادثات يوم الخميس في موسكو مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، ومن ثم يعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.

وافقت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء على استئناف إمدادات الأسلحة ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا بعد أن أعلنت كييف خلال محادثات في السعودية عن استعدادها لدعم اقتراح وقف إطلاق النار.

قال ترامب يوم الأربعاء في البيت الأبيض: “الأمر متروك الآن لروسيا”، معبراً عن أمله في أن ينتهي “حمام الدم” الناتج عن الحرب. وأضاف: “وإذا تمكنا من إقناع روسيا بالتوقف، فإننا سنحصل على وقف كامل لإطلاق النار، وأعتقد أنه لن تعود الحرب مرة أخرى”.

ذكر مصدران روسيان رفيعان لوكالة رويترز أن بوتين سيبحث عن ضمانات قبل الموافقة على أي وقف لإطلاق النار. كما ذكر مصدر آخر في موسكو أن بوتين سيوافق على الهدنة لكنه سيضيف شروطه الخاصة بشأن ما يجب أن يحدث بعد وقف إطلاق النار.

وراء فكرة وقف إطلاق النار الفورية، قدمت روسيا للولايات المتحدة قائمة مطالب لإبرام صفقة تنهي حربها ضد أوكرانيا وتعيد ضبط العلاقات مع واشنطن، وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر.

رفض الكرملين التعليق مباشرة على هذا التقرير، وقال إن هناك كمية كبيرة من المعلومات غير الصحيحة التي يتم نشرها من قبل وسائل الإعلام.

في يونيو، حدد بوتين شروطه للسلام: يجب على أوكرانيا التخلي رسميًا عن طموحاتها للانضمام إلى الناتو وسحب قواتها من جميع المناطق الأوكرانية الأربعة التي تدعيها وتسيطر عليها جزئيًا روسيا، والتي تمثل نحو خمس أوكرانيا.

تتقدم روسيا بسرعة في كورسك. وقالت وزارة الدفاع يوم الخميس إن بلدة سودجا قد احتلتها روسيا. لم يكن هناك تعليق فوري من أوكرانيا، التي كانت قد ذكرت يوم الأربعاء أن القتال لا يزال مستمراً.

قال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، إن خطط أوكرانيا لاستخدام كورسك كورقة تفاوضية في المفاوضات المستقبلية المحتملة مع روسيا قد فشلت، وأن محاولتها لتحويل القوات الروسية عن تقدمها في شرق أوكرانيا لم تنجح أيضًا.

وأضاف غيراسيموف أن القوات الروسية استعاد 24 مستوطنة و259 كيلومتر مربع (100 ميل مربع) من الأراضي من القوات الأوكرانية خلال الأيام الخمسة الماضية، بالإضافة إلى أكثر من 400 أسير.

تقرير من رويترز؛ تحرير غاي فولكونبريدج، مايكل بيري، توبي تشوبرا، فيليبا فليتشر.